هل صحيح ان الرجال اعداء الزهور

من المعروف أن المرأة تحب أن تقدم لها الزهور والشيكولاته، فهي هدايا كلاسيكية، يظهر بها الرجل حبه للمرأة، وفي الحقيقة فإن المسألة ليست مسألة زهور أو شكولاته، على الرغم من أنها قد تكون أشياء رقيقة فمغزاها هو المهم. إنه ذلك المغزى الذي يشير إلى حقيقة أن شريك حياتها يهتم بها بالقدر الكافي ليفكر في إحضار شيء لها، يظهر لها به اهتمامه هذا. إذن ما الخطأ إذا عكسنا هذا التقليد؟ ما الذي يدعو الرجل إلى عدم الاستمتاع أيضا بتلك الهدايا الرقيقة؟ إننا معشر الرجال نحب أيضا الزهور والشكولاته، أننا نحب أي شيء يظهر لنا أنكن تفكرن فينا وأردتن أن تعرفن أنكن تحببنا!

دعونا لانقتصر على الزهور والشكولاته، فتقديم هدية لشريك الحياة لتظهري له حبك دائما يكون أمرا جيدا، حتى وإن قدمتها له في غير مناسبة، في الحقيقة يفضل أن تقدميها دون مناسبة فإن مايعطيها قيمتها أنك لم تكوني مضطرة لتقديمها بحال من الأحوال، حيث تعتبر في هذه الحالة بمثابة حافز مجاني!

ولست مضطرة لإنفاق الأموال أيضا. فإذا عرفت نوعية الهدية التي يفضلها شريك حياتك (ألا تعرفين؟ لماذا لم تعرفي حتى الآن؟هيا أعرفي حالا)

وحسبك بالحب سببا!!

إذن متى كانت آخر مرة قدمت فيها هدية لزوجك؟. إن كانت منذ شهر مضى فلا بأس. ولكن ألا تحبينه بما فيه الكفاية لتقدمي له شيئا على فترات أكثر تقاربا. أسرعي واحضري له هدية فورا؟!!

Couple  in love smiling. Over white background

Couple in love smiling. Over white background

لفت نظري هذا الموضوع لأحد الكتاب الغربيين وتذكرت على إثره ضحكات إحدى الزميلات المجلجلة التي زلزلتني والمكان والزمان سويا! حينما اقترحتُ عليها وقد أهدتني وردة حمراء جورية، اقترحت عليها أن تهدي ماتبقى من وردات في الطاقة التي تحملها لزوجها فهو أولى بها مني.

نظرتُ إليها بدهشة وبراءة قائلة ما المضحك فيما قلته لك من درر!!

فزلزت المكان بضحكتها !ثانية، وقالت: يالك من حالمة! أتريدين أن أهدي الورد الجميل(لذلك الجلف) الورد ياعزيزتي لا يهدى للرجال هو للزينة ولتتبادله النساء فيما بنيهن لأنهن وردات يعشقن الورد. والكاتب الذي قرأتِ أنه يحب الزهور ويحب أن تهديها له زوجته، كاتب غربي وليس سعودي يا(مسكينه)

أما الرجال هنا كلا ثم كلا؟! صدقيني لو أهديت الورد لزوجي سيلقي به في أقرب سلة مهملات أو سيتسلى بقطع أوراقه ورقة ورقة!

خاطبتها مجددا: ألست ياعزيزتي تبالغين،، وضحكت أخرى!

وألقت بالباقة على أقرب مكتب بالرحمة؟

أنقضى اليوم، ولكن كلماتها وضحكاتها المجلجلة مازالت ترن في أذني وأخذت أتساءل بيني وبين نفسي؟ أيعقل ألا يتبادل الأزواج الورد فيما بينهم وترفض بعض الزوجات تقديمه لزوجها بحجة أن الزوج السعودي ( مو وجه ورد)!

أتساءل وقد سألت الكثيرات من النساء متزوجات وغير متزوجات وجاء رد الأغلبية مثل رد زميلتي(الرجال أعداء الزهور)

نظرت بحزن إلى الورد البرئ وحدثته قائلة:

أيها الورد الرقيق خلقك الله زينة للناظرين وجملك لكل العالمين ليسعدوا بك ولتكون رباطا للود بين القلوب النقية التقية من أهل وأقارب وأرحام! ..

فكيف تحكم بعض النساء بأنك خلقت للعالمين جميعا دون الرجل السعودي وما السبب في ذلك الحكم؟!

للهدايا مفعول أكيد وسحر حلال وما كانت الهدية بقيمتها بل بمعناها، وما الورد إلا أحد الهدايا؟ غلفي له الشمس وأهدها أنت النجمات.

آخر الوردات

سأقف بجانبك دوماً لأسلِّمك أول الهدايا وستبتسم

وسأبتسم.

وحين أقرر أن أرسم حكايتي في لوح.

ستكون أنت كل الحكاية!!

سأرسمك كما لم أرسم لوحة من قبل

رغم أني ما زلت أشم عبق تلك الورود البعيدة.

رغم أني أكيدة أنك ستخطئ من جديد!..

لن أحملك الأعباء..

لن أقلقك بانتظاري اعتذارك.

سأتصرف بهدوء كما تعودت دائماً أن أكون!

وسأرسل خيبتي لذاكرة مثقوبة تتسرَّب منها بلا تعب.